Taufiq نائب المدير العام
Posts : 222 Points : 4234
| موضوع: قصيدة الفردوس المفقود (في رثاء الأندلس) لمحمد أحمد المحجوب 18/9/2014, 14:51 | |
| الفردوس المفقود في رثاء الأندلس للشاعر السوداني: محمد أحمد المحجوب
نزلتُ شَطكِ، بعدَ البينِ ولهانا*** فذقتُ فيكِ من التبريحِ ألوانا وسِرتُ فيكِ، غريباً ضلَّ سامرُهُ *** داراً وشوْقاً وأحباباً وإخوانا فلا اللسانُ لسانُ العُرْب نَعْرِفُهُ *** ولا الزمانُ كما كنّا وما كانا ولا الخمائلُ تُشْجينا بلابِلُها *** ولا النخيلُ، سقاهُ الطَّلُّ، يلقانا ولا المساجدُ يسعى في مآذِنِها *** مع العشيّاتِ صوتُ اللهِ رَيّانا **** كم فارسٍ فيكِ أوْفى المجدَ شرعتَهُ *** وأوردَ الخيلَ ودياناً وشطآنا وشاد للعُرْبِ أمجاداً مؤثّلةً *** دانتْ لسطوتِهِ الدنيا وما دَانا وهَلْهلَ الشعرَ، زفزافاً مقَاطِعُهُ *** وفجّرَ الروضَ: أطيافاً وألحانا يسعى إلى اللهِ في محرابِهِ وَرِعاً *** وللجمالِ يَمدُّ الروحَ قُربانا لمَ يَبقَ منكِ: سوى ذكرى تُؤرّقُنا *** وغيرُ دارِ هوىً أصْغتْ لنجوانا **** أكادُ أسمعُ فيها همسَ واجفةٍ *** من الرقيبِ، تَمنّى طيبَ لُقيانا اللهُ أكبرُ هذا الحسنُ أعرِفُهُ *** ريّانَ يضحكُ أعطافاً وأجفانا أثار فِيَّ شُجوناً، كنتُ أكتمُها *** عَفّاً وأذكرُ وادي النيل هَيْمانا فللعيونِ جمالٌ سِحرُهُ قدَرٌ *** وللقدودِ إباءٌ يفضحُ البانا فتلك دَعْدٌ، سوادُ الشَعْرِ كلَّلها *** أختي: لقيتُكِ بَعْدَ الهجرِ أزْمانا أختي لقيتُكِ، لكنْ أيْنَ سامُرنا *** في السالفاتِ ؟ فهذا البعدُ أشقانا أختي لقيتُ: ولكنْ ليس تَعْرِفُني *** فقد تباعدَ، بعد القُربِ حيَّانا طُفنا بقرطبةَ الفيحاءَ نَسْألها *** عن الجدودِ.. وعن آثارِ مَرْوانا عن المساجد، قد طالت منائرُها *** تُعانق السُحبَ تسبيحاً وعرفانا وعن ملاعبَ كانتْ للهوى قُدُساً *** وعن مسارحِ حُسنٍ كُنَّ بسْتانا وعن حبيبٍ، يزِينُ التاجَ مِفْرقُهُ *** والعِقدُ جال على النّهدين ظمآنا أبو الوليد تَغَنّى في مرابِعِها *** وأجَّجَ الشَوقَ: نيراناً وأشْجانا لم يُنْسِه السجنُ أعطافاً مُرنَّحةً *** ولا حبيباً بخمرِ الدَّلِّ نَشْوانا فما تَغرّبَ، إلاّ عن ديارهمُ *** والقلبُ ظلَّ بذاك الحبِّ ولهانا فكم تَذكّرَ أيّامَ الهوى شَرِقاً *** وكم تَذكّرَ: أعطافاً وأردانا قد هاجَ منه هوى ولادةٍ شَجَناً *** بَرْحاً وشوْقاً، وتغريداً وتَحْنانا فأسْمَعَ الكونَ شِعْراً بالهوى عَطِراً *** ولقّنَ الطيرَ شكواه فأشجانا وعاشَ للحُسنِ يرعى الحسنَ في وَلَهٍ *** وعاش للمجدِ يبني المجدَ ألوانا تلكَ السماواتُ كُنّاها نُجمّلُها *** بالحُبِّ حيناً وبالعلياء أحيانا فرْدَوسُ مجدٍ أضاعَ الخَلْفُ رَوْعَتَهُ *** من بعدِ ما كانَ للإسلامِ عنوانا **** أبا الوليدِ أعِنِّي ضاعَ تالدُنا *** وقد تَناوحَ أحجاراً وجُدرانا هذي فلسطينُ كادتْ، والوغى دولٌ *** تكونُ أندلساً أخرى وأحزانا كنّا سُراةً تُخيف الكونَ وحدتُنا *** واليومَ صرْنا لأهلِ الشركِ عُبدانا نغدو على الذلِّ، أحزاباً مُفرَّقةً *** ونحن كنّا لحزب اللهِ فرسانا رماحُنا في جبين الشمسِ مُشرَعةٌ *** والأرضُ كانت لخيلِ العُرب ميدانا أبا الوليدِ، عَقَدْنا العزمَ أنّ لنا *** في غَمرةِ الثأرِ ميعاداً وبرهانا الجرحُ وحّدَنا، والثأرُ جَمّعنا *** للنصر فيه إراداتٍ ووجدانا لهفي على «القدسِ» في البأساء داميةً *** نفديكِ يا قدسُ أرواحاً وأبدانا سنجعل الأرضَ بركاناً نُفجّرهُ *** في وجه باغٍ يراه اللهُ شيطانا ويُنتسى العارُ في رأد الضحى فَنَرى *** أنَّ العروبةَ تبني مجدَها الآنا
| |
|
Dr.Abdulkareem المدير العام
Posts : 60 Points : 3769
| موضوع: رد: قصيدة الفردوس المفقود (في رثاء الأندلس) لمحمد أحمد المحجوب 18/9/2014, 21:07 | |
| عبق يدوم مع الازمان ابدع الشاعر وابدعت في الاختيار | |
|
Taufiq نائب المدير العام
Posts : 222 Points : 4234
| موضوع: رد: قصيدة الفردوس المفقود (في رثاء الأندلس) لمحمد أحمد المحجوب 19/9/2014, 00:33 | |
| سلمت صدبقي كريم و زادك الله علما وفنا. | |
|